في داخل كل منا طاقات مهدرة لم نحسن استغلالها وربما لم نتوصل لاكتشافها حتى الآن، ربما أظهرتها لنا الصدف ودورة الأيام.

من الظلم ألا نتعرف على ما نحمله من مواهب وقدرات إلا في وقت متأخر من أعمارنا، وكأننا في سبات عميق لم نصح منه إلا في تلك اللحظات التي طلب منا فيها تقديم كلمة أو تقليد أصوات أو حل مشكلة أو إظهار مقدرة على حركات بهلوانية وغير ذلك مما هو مخبأ في نفوسنا، إما خجلاً من إبرازه أو جهلاً بوجوده وإنما كشفته المواقف.

إن التربية الأسرية لها اليد الطولة في اكتشاف المواهب والقدرات من عدمها، فكم من موهبة برزت واشتهرت نتيجة لوعي الأسرة واهتمامها واحتضانها لتلك المواهب، وكلما كان اكتشاف المواهب في وقت مبكر كان ذلك أدعى لتنميتها وصقلها وجني ثمارها والعكس صحيح.

إننا مطالبون بكل جد بنفض غبار الكسل الذي ران على حياتنا وأفسد على البعض بهجتهم، فقد يكون من ثمار ذلك العمل التعرف على شخصيات كامنة في داخلنا غير التي كنا نراها ونتعامل معها.

وكم هدم الملل من لحظات السعادة والصفاء وأفسد من ساعات المتعة في حياة كلٍ منا؟ لقد آن الأوان أن نخلع عنا جلباب الكسل وأن نرتدي ثوب الهمة والنشاط، حتى نرى في مرآة أنفسنا شخصيات أخرى تتطلع إلى حياة أكثر بساطة وأكثر حيوية وفاعلية ترى في النعم التي أمدها الله بها فرصة سانحة للشكر والأمتنان.

هذلول الهذلول