28 مايو, 2020هل تعيش اللحظة؟
“خير، اللهم اجعله خير”، مقولة أغلبنا يقولها لكن متى؟ عندما تغمره شآبيب الفرح، ويعلو الضحك محياه، وكأن وراء هذا الفرح والضحك مصائب عديدة وأهوال جسيمة، لأننا فقط مسرورين. فهل تربينا على أن نكون تعساء!؟ فأصبحت البهجة صفة عارضة وسلوك دخيل علينا!!
الأزمة التي مررنا بها جميعنا (أزمة كورونا)، غيرت مفاهيمنا ونظرتنا تجاه الحياة، فالكثير من خططنا المستقبلية تأجلت أو أُلغيت، وبدأنا نفكر بصوت صاخب، متعجبين ومتسائلين: هل كنا نتوقع أن هذا الأمر سيحصل! أو حتى خطر على بالنا! وكذلك كيف سيكون المستقبل؟
بعضنا غرق في بحر اليأس والإحباط، وتحولت حياته إلى كآبة وحزن، يحمل هم الغد، مثقل بالهموم أو بشكل أدق أصبح جثة تمشي على رجلين، فقد اللحظة التي هو فيها، وهذا هو أصل المشكلة.
إننا لا نستمتع “بقوة الآن وجماليات اللحظة” كما يقول الدكتور أحمد العرفج. نحن لا نفكر في النعم التي نرفل فيها، ولا نقدِّر ما لدينا، ولم نغتنم ما في المرحلة التي مررنا بها من جماليات لنعيشها ونستفيد منها.
لو أمعنت النظر فيما تملك لوجدت أنك من الأثرياء، يكفي من هذه النعم، نعمة الوقت الذي كنت تتحجج بأنك لا تجده مع مشاغل الحياة المستمرة. يقول الدكتور ريتشارد كارلسون صاحب كتاب (لا تهتم بصغائر الأمور): “نحن نسمح لمشكلات الماضي واهتمامات المستقبل بالسيطرة على وقتنا الحاضر، بدرجة تؤدي بنا إلى الشعور بالقلق والإحباط والضيق واليأس. ومن ناحية أخرى، فإننا نؤجل من شعورنا بالبهجة والسعادة”.
صديقي .. انغمس وعش اللحظة مثل الأطفال بحلوها ومرها ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، واختم بكلام رائع للأستاذ أحمد عوفان: “اللحظة الراهنة السعيدة لا تستحق أن تفسدها بالتفكير في القادم وأنت لا تعرف عنه شيئاً، فلربما كان القادم أحلى وهذا لا يستحق القلق، وإن كان أسوأ فلنعش لحظتنا ولندع لكل حادث حديثه، فليس بأيدينا شيء”.
هادي دهناوي
28 مايو, 2020 في الساعة 9:08 م
ماشاء الله تبارك الله..كما عهدناك يا أستاذنا مبدع بكل المقاييس بارك الله في جهودك
27 نوفمبر, 2020 في الساعة 7:31 م
بارك الله فيك يا دكتورنا العزيز على التشجيع والتحفيز المستمر، سعدت بمرورك على مدونتك، حفظك الله.