7 يونيو, 2020خطوة نحو كلمة
إليك يا من تقرأ أحرفي، وترافقني في رحلتي، أقول لك: (إنك شخص رائع وخلوق وطيب القلب، لطيف المعشر حلو اللسان، لك روح شفافة ونقية تحب الخير ومساعدة الآخرين، إنك بلا شك أيقونة الفرح والسعادة).
الكلمة الطيبة تُحي النفوس، وتزكي الأرواح، وتجبر الكسور، لها وقع السحر على كل من سمعها؛ لأنها مفتاح القلوب المغلقة والأبواب المؤصدة، وهناك قول مأثور يقول: “الكلمات الطيبة كقرص العسل، محبب إلى الروح ويشفي الجسد”.
استعمل القادة والحكماء والعظماء على مر العصور والأزمان الكلمات، للتأثير فيمن حولهم من خلال تأجيج مشاعرهم وعواطفهم؛ لذا فهي من حركت الجيوش فاندلعت الحروب، وهي كذلك من أوقفتها ونشرت السلام، فالكلمات قوة قد تكون مخيفة فتدمر، أو بلسماً فتعمِّر.
يمارس الكثير منا تحطيم نفسه أو الآخرين – بوعي منه أو بلا وعي- عندما يطلق كلماته من فوهة فمه، ليصف نفسه أو الآخرين بأبشع الألفاظ وقبيح الصفات حتى وإن كان من باب السخرية أو التندر، وتجده يستمرئ فعله، فتراه عندما يُثني على إنسان يبادره بكلمة بذيئة، وكأن مشاعره لن تصل إلا بهذه الطريقة!! ألا يعلم بأن اللسان البذيء يسحق الروح.
يصف القرآن الكريم المؤمنين بصفات عدة منها (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)، أي أن الكلمة الطيبة النافعة هداية وتوفيق من الله سبحانه وتعالى. كما أن الكلمة الطيبة تُفتح لها أبواب السماء لتصعد إلى الله عز وجل (إليه يصعد الكلم الطيب). وهي أمر من الله جل جلاله (وقولوا للناس حسنا)، (والكلمة الطيبة صدقة) كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا غيض من فيض ففي القرآن والسنة النبوية العديد من الصور والأمثلة المؤكدة لهذا الأمر.
أدعوك يا صديقي من الآن أن تجمل حياتك وتزينها ببديع الكلمات، وأعذب الأقوال، وجميل العبارات، ورقيق الألفاظ، واسمع للقمان الحكيم ما يقول: ” إنَّ من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمرَّ من الصبر وأحرُّ من الجمر، وإنَّ القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلَّها ينبت بعضها”.
هادي دهناوي