other opinion

حتى يعيش الإنسان منا حياة هادئة إيجابية، ينصحنا الباحثون في العلاقات الإنسانية، بعدد من الأمور، منها سعة الصدر والأفق، خاصة إذا أوقعت أحدنا الظروف في أن يتعامل مع آخرين متنوعي الفكر والميول والأهواء. وقد نتساءل ونقول: لماذا يجب علينا أن نكون أصحاب آفاق واسعة، ولماذا يجب أن تكون صدورنا متسعة للكل؟ وهو تساؤل مشروع ويحتاج إلى التوقف بعض الشيء.

تخيل ما سيحدث لو قمنا بتضييق الآفاق وإغلاق الصدور، ونحن نتعامل مع الآخرين من حولنا، على اختلاف أفهامهم وأمزجتهم.. إن مآلنا نهاية الأمر أن ننعزل عن الناس، بل سيبدأ الناس قبل ذلك باعتزالنا وتركنا وحدنا نسبح في عالم من الخيالات والرؤى الزائفة، لماذا؟ لأننا لن نجد أناسا وفق مقاييسنا ورغباتنا، كما لو كانوا أجهزة وآلات ميكانيكية، نصممها وفق ما نرغب ونشاء، وهذا الأمر يختلف تماما مع البشر، وكلنا يعلم ويدرك هذه الحقيقة.

حين نضيق آفاقنا، فإنه يعني كإعلان صريح على عدم استعدادنا التقبل الآراء المخالفة لآرائنا، ولو كانت بها نسبة ضئيلة من الصواب. ذلك أن الشخص ضيق الأفق، يعتقد أن الرأي هو ما يذهب إليه، أما غير ذلك من آراء، فإنها لا تستحق النظر فيها أو الاهتمام بها، بل ربما وجدته يبذل من الجهد الكثير لأجل سحق ما لا يتوافق معه من آراء!

حتى نعيش سعداء ومتفاعلين مع الغير، وإيجابيين في الأخذ والعطاء والتعاطي مع أفراد المجتمع، لا بد أن تتسع صدورنا لتقبل آراء الجميع وبشيء من التفهم، خاصة المخالفة لآرائنا، لسبب بسيط جدا هو أن الرأي المخالف لا يمكن أن يكون خاطئا كله، بل من المؤكد أن هناك نسبة من الصواب فيه وحوله، وهي النسبة التي يجب التنبه إليها ونتعاطى معها أولاً قبل نقاط الاختلاف، فلعل منها يكون الخير على الطرفين.

د.عبدالله العمادي

Share and Enjoy