22 نوفمبر, 2014حقائق وعجائب عن “النوم” ..
النوم ، هذه الظاهرة التي تتكرر في حياتنا كل يوم ، ماذا نعرف عنه؟
هل هو حالة سلبية من الركود والخمول؟ وماذا يحدث لنا خلال ساعات نومنا؟ وماذا تقول التجارب العلمية التي تجري في أنحاء العالم حول النوم ؟
يعرّف النوم بأنه حالة متكررة للكائن الحي تتميز بالسكون الظاهر والنقص في الإحساس بالبيئة المحيطة.
والنوم حاجة أساسية ولا يمكن لأي كائن حي أن يستغني عنها , ويكفي أن نذكر أن الإنسان إذا حرم من النوم لفترة تتراوح بين 60 إلى 90 ساعة متتالية , فإنه يشعر بنقص في القدرة على التركيز والتفكير والتعب الجسماني الواضح .
ومن الأمور العجيبة – والتي ثبتت- أن خلايا المخ تكون في أوج نشاطها أثناء النوم ، وهذا ما دفع الكثير من العلماء إلى دراسة هذه الحقيقة ، فالكثير من العلماء والفنانين والأدباء أنجزوا أعمالهم وهم في حالة أقرب إلى النوم ، فمثلاً العالم نيوتن اعترف بأنه وصل إلى حل أعقد المسائل الرياضية بالتفكير فيها قبل النوم.
النوم أمر طبيعي بين الكائنات الحية ، فبعض الأسماك تنام عند القاع بمجرد حلول الظلام ، كما أن الدلفين ينام وإحدى عينيه مفتوحة وبعد فترة يغلقها ويفتح الأخرى ، والبقرة تنام مفتوحة العينين حتى الفيلة والزرافات في فترة نومها تنبطح متمددة على الأرض في بعض الأحيان.
حسب الدراسات التي توصل إليها العالم (دافيد فولكير) ، يمر الإنسان بعدد من المراحل لما نسميه النوم كما يلي:
- عندما يبدأ المخ في النوم تتغير طبيعته الكهربائية فتحتشد فيه أشعة ذات موجة طويلة تسمى “ألفا” ، وهذه مرحلة انتقالية بين اليقظة والنوم قد تتضمن بعض الخواطر المتفرقة التي لا تتصف بالثقل العاطفي ، وهي تستمر ما بين دقيقة واحدة وسبع دقائق.
- بعد ذلك تظهر على جهاز قياس كهرباء المخ ، خطوط مهتزة غير مستقرة إيذاناً بالدخول في المرحلة الثانية من النوم.
- تبدأ المرحلة الثالثة بانخفاض في النشاط الحيوي للجسم ودقات القلب وضغط الدم ودرجة الحرارة. وجهاز قياس كهرباء المخ يرسم قمماً واسعة قياساً بما يرسمه في حالة اليقظة.
- عندما يدخل النائم في المرحلة الرابعة ، تزداد موجات المخ تباطؤاً ، وهي مرحلة يصعب إيقاظ النائم منها ، وعند إيقاظه لا يتذكر أي أحلام أو خواطر ، وتعد هذه المرحلة الميدان المفضل للذين يتكلمون أو يمشون أثناء نومهم.
- بعد تسعين دقيقة تقريباً ينتقل الشخص من حالة النوم العميق إلى عالم غريب يطلق عليه “النوم المتناقض” ؛ لأن موجات المخ خلاله تكون مشابهة لموجات المخ في حالة اليقظة. وفي هذه المرحلة يعطي الجهاز العصبي إشارة بدء النشاط ، وتتصاعد ضربات القلب وترتفع درجة حرارة الجسم ويصبح ضغط الدم مضطرباً ، وينتقل نشاط المخ في هذه المرحلة إلى الحالة المختلطة التي تسمى “الأحلام” ، ويرجع السر في معاناتنا أثناء بعض الأحلام والكوابيس إلى التناقض الذي تتميز به هذه المرحلة ، فالجسد نائم والمخ نشيط ، فالشلل النسبي الناشئ عن تناقض النشاط العضلي أثناء النوم ، يحول بين الشخص الذي يحلم وبين ممارسة النشاط المناسب لأحلامه ، مما يفسر عجزنا عن الهرب أو الصراخ أثناء الأحلام المفزعة.
- مع تقدم الليل ، يزداد الخيال العقلي كثافة في الأحلام على جميع مراحل النوم ، ويتكرر حدوث حالة النوم المتناقض ، وعندما نستيقظ لحالنا دون مساعدة من أحد نكون في الغالب في إحدى حالات النوم المتناقض.
حير لغز “النوم المتناقض” العلماء ، وتكشفت لهم الكثير من الإجابات من خلال استخدام العقاقير المؤثرة على الحالة النفسية للإنسان ، حيث وجد أن كثيراً من هذه العقاقير ذات صلة بالنوم المتناقض. ومن خلال التجارب وجد أن حرمان الشخص من النوم المتناقض يؤدي إلى تغيرات في السلوك وزيادة التوتر الجنسي وانفتاح الشهية ، لكن اتضح أنه من المستحيل حرمان الشخص من النوم المتناقض فترة طويلة ، فبمجرد ما يسمح للشخص بالنوم فإنه يدخل فوراً إلى حالة النوم المتناقض.
وقد أجريت عدة تجارب على الحيوانات ، وتم حرمانها من النوم فظهرت عليها بعض مظاهر النوم في يقظتها. وبدأت تدخل في حالة من الهلوسة وأصبحت عدوانية شرسة ؛ وذلك راجع لتراكم شحنات النشاط التي يخلقها الجسم دون تفريغ مناسب لها.
وفي آخر هذه التدوينة لا بد أن نذكر فوائد النوم ، ومنها :
- يساهم في ازدياد المناعة وتحسينها.
- يساهم في تجديد الطاقة الجسمية والعقلية والنفسية التي تصرف أثناء الصحو.
- يساهم في عملية تثبيت المعلومات التي تدخل إلى الدماغ من خلال تنشيط العمليات التي تحول وتثبت المعلومات في مناطق الذاكرة المختلفة.
- يساهم في عمليات حل المشكلات التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية حيث يقوم الدماغ بإعادة برمجة للمعلومات الداخلة وإعادة تنظيم لهذه المعلومات وهو يقوم بطرد المعلومات غير النافعة ويبقي على المعلومات الهامة المؤثرة .