re

إن الرضا عملية نفسية سهلة إذا كانت الأمور كما نريد، وصعبة إذا كانت على عكس ما نريد، ومطلوب من الإنسان أن يُرضي نفسه في جميع الأحوال لكي يحميها من مشاعر السخط والملل والضجر.

والرضا بقضاء الله وقدره سعادة نفسية، تريح النفس والبدن معًا، واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :

(ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، فالراضي بقضاء الله وقدره هو أغنى الناس، حيث يجعلك الرضا نشطًا مرتاحًا مطمئنًا.

والرضا يشمل مجالات الحياة وهو من الأمور الأساسية في توفر السعادة والحب والوئام،فتجد الرضا الأسري مصدر تماسك الأسرة وترابطها وسعادة أفرادها ولو فقد الرضا لحل محله السخط والملل، ووقعت الأسرة في مشكلات وخلافات.
ويشمل الرضا أيضًا الاستمتاع بالحياة وقبولما فيها في حدود ما أمر الله به واستحسان ما فيها من نعم وجمال وخير.

والرضا مطلوب في الكروب والمحن والمصائب، وعلينا قبول الأمر الواقع والرضا به، والتكيف معه حتى لا نهدم حياتنا بالثورة والسخط، ويجب أن نعلم أن المصائب والفواجع التي حلت بنا، لا شك أنها تؤلمنا وتؤذينا وتحرمنا، ويجب أن نعمل على تغييرها بالحكمة والتريث دون الاستعجال، والتغيير كما قلنا يبدأ من أنفسنا أولًا، ولا ندري لعل في هذه المصائب والفواجع خير آجل أم عاجل، إن المؤمن يجد في المصائب والنوازل دليلًا على حب الله تعالى له، فيجب أن يرضى بها، ولا يسخط ولا يسأم، وهذا ما يؤكده قول الله تعالى:

(وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبو شيئًا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون) البقرة 216.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ما قضى الله لمؤمن من قضاء إلا كان خيرًا له)، وقال أيضًا: (إذا أحب الله قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).

إذًا علينا أن ندرك هذا المعنى ونعيه جيدًا، ونرضى بقضاء الله وقدره، ونبعد عن أنفسنا السخط والجزع.

ومن أرقى درجات الرضا وأعلاه، رضا الإنسان عن ربه وخالقه، ويشمل ذلك التوكل على الله والانقياد لأوامره واجتناب نواهيه والتسليم بقضائه وقدره، والراحة والاطمئنان فيما قسم، والاعتراف بفضل الله وإحسانه، وحمده والثناء عليه، وظهور آثار نعم الله على لسان العبد ثناءً واعترافًا وعلى قلبه شهادة ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة.

فالإنسان الذي يرضى ولا يسخط فإنه يتطلع إلى الأحسن ويرغب في التقدم وحريص على ما ينفعه وينفع غيره، ويريد الترقي والنجاح والطمأنينة والأمن والسكينة.

وكان عمر بن عبد العزيز يقول:
لقد تركتني هؤلاء الدعوات ومالي في شيء من الأمور إرب إلا في مواقع قدر الله عز وجل، وكان يدعو بها كثير:
(اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء قدمته).

قناة علم النفس والسلوكيات