لا يمكن أن تخلو الحياة من المشكلات والمواقف السيئة وأصحاب القلوب المريضة، وهذ الأمر منطقي باعتبار أن الدنيا مزرعة الآخرة، فلو وضع كل إنسان منا هذه الأمور المكدرة للنفوس نصب عينيه وقام حاكماً وقاضياً على كل خطأ فلن يحظى بالسعادة أبداً.

لذا لا بد أن نطبق قانون “الترفع عن صغائر الأمور” والذي ينص على أن: (العديد من الأشياء التي تنظر إليها على أنها من الأمور الكبيرة مجرد أمور صغيرة حولتها أنت إلى أمور كبيرة).

إننا جميعاً نمر بمواقف كثيرة قد تجعلنا نغضب أو نحزن أو حتى أن يصيبنا بعض اليأس ولا نستطيع التعامل معها بحكمة، فقد يقف البعض في طابور طويل في إحدى الجهات الحكومية ولا تُقضى حاجته، أو يركب سيارته ليذهب إلى مكان يريده فيأخذ وقتاً طويلاً للوصول إليه فتجده يلعن الزحام والطرق والإشارات، أو تقوم ربة البيت بتنظيف بيتها ثم يقوم أحد الأبناء بتوسيخه فتجده تبكي منهارة.

العديد والعديد من المواقف تقابلنا في اليوم عشرات المرات وإن اختلفت في الشكل؟!!

إن الطريقة الوحيدة التي تضمن ألا تؤثر كل هذه المواقف على سعادتنا أو تصيبنا بالإحباط والحزن أن نسأل أنفسنا ماذا تعلمنا منها، وحدث نفسك دائماً أن هذه المواقف فرصة للتدريب على الصبر وقياس مدى تحملنا.

يقول الدكتور ريتشارد كارلسون: تخيل أن جميع من تقابلهم سيعلمونك شيئاً ما، وحاول تحديد ما تتعلمه من حولك، فالسائق الطائش والمراهق سيئ الخلق قد وجدوا ليعلموك الصبر…، فكلما زاد صبرك كلما زاد قبولك للأمور على ما هي عليه، بدلاً من إصرارك على أن تكون الحياة تماماً كما تريدها أن تكون.

يقول الدكتور (وأين داير):

“هناك قاعدتان للعيش في سعادة وانسجام مع الآخرين: الأولى: لا تقلق بشأن صغائر الأمور.الثانية: كل الأمور صغائر.”