إن أغلى ما نملك في هذه الحياة أبناؤنا؛ فهم فلذات أكبادنا، ومهجة نفوسنا، وزينة الحياة الدنيا، وذكرنا بعد رحيلنا، ودعائنا بعد موتنا، وأسباب سعادتنا أو تعاستنا، ولو سُئل أحدنا من الشخص الذي تحب أن يكون أفضل منك وأسعد حياة عنك؟ لقال: أبنائي. لذا يجب على كل واحد منا أن يحرص أشد الحرص على تربية أبنائه بالطريقة الصحيحة والمثلى التي تكفل لهم الحياة الكريمة السوية وتعينهم في سعيهم خلال حياتهم.

ذكر الأستاذ أحمد الطيار في كتابه “كيف تربي أبناءك” عدداً من القواعد التي تُعين المربين في تربية أبنائهم بالشكل الصحيح، ومن تلك القواعد ما يلي: 

1- عامل أبناءك حسب مرحلتهم العمرية، وفي الحكمة المشهورة: (لاعب ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً،وصاحبه سبعاً)؛ فالأبناء في السبع سنين الأولى يحتاجون للعب واللهو والمرح والتوجيه إلى العادات الحسنة دون ضرب أو حرمان إلا في أضيق الحدود. أما من سن 7 إلى 14 سنة، فهم يحتاجون إلى تربية عقولهم وتوجيه تصرفاتهم وحثهم على الأخلاق الكريمة برفق ولين دون تضييق أو معايرة. ومن سن 14 إلى 21 سنة مرحلة المراهقة والشباب المتدفق، وهنا يحتاج الأبناء إلى إحاطتهم بالرعاية والاهتمام والاحتواء دون تفريط، وكذلك مصاحبتهم وإشعارهم بالثقة وتقبل تغيراتهم الجسمية والنفسية، والأخذ برأيهم ومناقشتهم بهدوء.

2- كن قدوة حسنة لأبنائك من خلال برك بوالديك، فالجزاء من جنس العمل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم).

3- التعامل مع الأبناء بالرفق واللين مع الشدة والحزم؛ فالأساس في التعامل مع الأبناء الرفق، لأن الرفق  في كل شيء يزنه ويصلحه، حتى في حالة الغضب واللوم والعتاب، وصاحب القسوة والعنف لا يبلغ حاجته إلا بمشقة. أم الحزم والشدة فتكون في عدم التراجع عن قرار عقابي اتخذناه تجاه سلوك خاطئ

4- أن نعود أبناءنا على مراقبة الله لا مراقبتنا أو مراقبة ما يقوله الناس؛ فإننا إن فعلنا ذلك غرسنا في نفوسهم الخوف من الله ومراقبته والحياء منه. 

5- ضع لأبنائك قوانين وأنظمة خاصة في البيت ليقوموا باتباعها، والتقيد بها؛ لأن كل بيئة لا تخضع لقوانين وأنظمة سيشوبها الفشل والعشوائية.

6- عامل ابنك باحترام وتقدير، وأشعره بمكانته وقدره عندك، وليكن لحضوره قيمة في المجلس، عانقه إذا غاب عنك وأشعره بشوقك وانتظارك له، استشره وخذ برأيه.

هذه بعض القواعد وستكون هناك تدوينة أخرى للحديث أكثر عن قواعد وطرق تربية الأبناء.